داء السكري و علاقته بالتوتر

 داء السكري و التوتر

داء السكري و التوتر

السكري مصدر للتوتر:

يشكل داء السكري مصدرا للتوتر عند المرضى لعدة اسباب نذكر منها:

  • السكري هو حالة مرضية مزمنة، دائمة، و مفروضة على المرضى (لم يختر المريض اصابته بداء السكري).
  • الاعراض عادة ما تكون حاضرة، و مزعجة لحياة المريض.
  • يعتمد المرضى في حياتهم على الادوية، وفي الاغلب تجبرهم على تغيير نمط حياتهم.
  • يمكن للادوية ان تتسبب في ظهور اثار جانبية.
  • خطر المضاعفات يبقى حاظرا في كل وقت.
  • يمكن للمرض ان ياثر في القيمة الذاتية للمريض، و ان يتسبب في اضعاف ثقته بنفسه.
  • يمكن للمريض ان يتحول الى ضحية لاحكام الاخرين المسبقة حوله، والى نظرتهم الحاقدة في العمل على سبيل المثال.

تاثير التوتر على ارتفاع نسبة السكر في الدم:

حالات التوتر المتعلقة بالسكري، او الخارجية التي لا علاقة لها بداء السكري، يمكن ان تؤثر على نسبة السكر في الدم عند الاشخاص المصابين بداء السكري بطريقتين:

1/ يمكن للتوتر ان يؤثر على توازن نسبة السكر عند مريض السكري، بسبب تاثير هرمونات التوتر التي ترفع نسبة السكر في الدم:

في حالة توتر، يقوم الجسد بافراز هرمونات التوتر: الكاتيكولامينات (الادرينالين، و النورادرينالين)، الكورتيزول، الجلوكاجون، و هرمون النمو. هذه الهرمونات تلعب دورا هاما في المحافظة على نسبة مرتفعة من السكر في الدم، حتى توفر الطاقة اللازمة للجسم لمواجهة العامل المسبب للتوتر.

اما بالنسبة لمرضى داء السكري، و خاصة الاشخاص الذين يتحكمون بشكل غير منتظم في نسبة السكر في دمهم، فان ارتفاعها قد يستمر اذا كانت كمية الانسولين غير كافية للتحكم فيه، او اذا كان الانسولين غائبا.

تاثير التوتر على نسبة السكر في الدم يختلف من شخص لاخر، فيمكن ان يتسبب في رفعها، كما قد يخفضها، او في بعض الحالات قد لا يكون له اي تاثير عليها.

2/ يمكن للتوتر ان ياثر بشكل سلبي على خطط و استراتيجيات المريض في التحكم في نمطه المعيشي، وفي مراقبته لداء السكري، رغبة منه في التغلب على حالة التوتر(كالشراهة في الاكل، او في شرب الكحول على سبيل المثال).

كما يمكن ان ياثر التوتر على حافزية المريض لمواجهة داء السكري، و اتباع النظام الغذائي، و تلقيه للعلاج، و بالتالي تحكمه في نسبة السكر في الدم.

اعراض التوتر:

تختلف اعراض التوتر من شخص لاخر، حسب شخصيته، و قابليته، وقدرته على مواجهة التوتر.

يمكن للاعراض ان تكون جسدية ( كارتفاع معدل ضربات القلب، او اضطرابات الدورة الشهرية)، او نفسية (كالبكاء او الاكتئاب او العصبية)، او مزاجية (كالعدوانية، و الاكثار من شرب الكحول).

كل هذه التصرفات تعتبر طبيعية، المهم هو ان يكون المريض قادرا على تقبل المشاعر التي يحس بها، ان يتفهمها، ان يعبر عنها، وان يحاول العثور على الاحتياج الذي يختبا خلفها.

فالغضب على سبيل المثال يعني ان الانسان يحتاج الى من يسمعه، و يحترمه، و يتفهمه. والحزن يعني ان الانسان بحاجة الى من يتقبله، و يحميه، و يطمئنه. وهكذا.

نصائح للتغلب على التوتر:

  • العزلة احيانا تكون مفيدة للتفكير في ما يرغب الانسان في القيام به في حياته، وفي الخطوة القادمة، لكن قطع كل صلة بالاخرين تصرف خاطئ يدفع بنا الى الاكتئاب.
  • تضخيم الامور لن يفيدنا باي شكل من الاشكال في ايجاد الحلول، لكن تجاهلها ايضا لن يساعد، لذلك يجب ان نحاول ان نكون واقعيين في تعاملنا مع المرض.
  • طلب المساعدة من الاخرين لا يعني اننا ضعفاء على الاطلاق، بل هو وسيلة تساعدنا في حل المشاكل التي تواجهنا، و توطيد علاقتنا بالآخرين دون ازعاجهم طالما نتحمل مسؤولياتنا.
  • شرب بعض الادوية المساعدة على النوم بوصفة الطبيب قد يساعدنا احيانا، لكن الادمان عليها، او الادمان على شرب الكحول، لا يتسبب سوى في تعقيد المشاكل، وتدهور حالتنا الصحية ايضا.
















داء السكري و علاقته بالتوتر
الدكتور مكي هيثم

تعليقات

google-playkhamsatmostaqltradent