داء السكري و علاقته بالاكتئاب

 الاكتئاب و داء السكري

يتاثر مرضى السكري اكثر من غيرهم بالاضطرابات النفسية، كالاكتئاب، والقلق، والارهاق العصبي، ويمكن ان تتراوح هذه المشاعر من انخفاض طفيف في المعنويات الى اكتئاب اكثر خطورة، وقد اظهرت الدراسات الحديثة ان وجود الاكتئاب عند الاشخاص المعرضين للاصابة بداء السكري، يزيد من احتمال الاصابة بداء السكري النوع الثاني.

الاكتئاب موقع سكري

اسباب الاكتئاب : داء السكري و تدني الروح المعنوية

ان التعايش مع داء السكري و هو مرض مزمن قابل للعلاج، لكنه غير قابل للشفاء، ليس بالامر السهل دائما. "داء السكري كل يوم، والى الابد!".   

قد يمنحك داء السكري عدة اسباب للاكتئاب، من لحظة سماع التشخيص، الى الضغط الاجتماعي الذي تعاني منه، وصولا الى مقدمي الرعاية تجاهك، او كما قال البروفيسور غريمالدي في مقال نشره، مرضى داء السكري يعانون من الاكتئاب مرتين اكثر من غيرهم (رغم ان البعض منهم ينجح في تطوير شخصية اقوى من تلك التي كانوا يمتلكونها سابقا)، و يخلص الى انه لتقبل مرضه و مقاومة الاكتئاب، على مريض داء السكري ان يقاتل على عدة جبهات: الاولى ضد نفسه، عندما يقلل من قيمة نفسه، او كما يقولون "عندما يصبح مريضا من كونه مريض".

و الثانية ضد المجتمع، عندما يريد اختزاله الى مرضه.

واخيرا تجاه مقدمي الرعاية الصحية، الذين من غير قصد, و رغبة منهم في تسهيل الوضع عليه، قد يقللون من شان الموقف فيضعون له اهدافا غير قابلة للتحقيق، كأن يقولوا له "يقوم مرضى السكري الآخرون بذلك بشكل جيد، انها مسالة قوة الارادة!".       

الاكتئاب يضاعف من خطر الاصابة بداء السكري المتعلق بعوامل الخطر الاخرى:

من غير المرجح ان يتبع مرضى داء السكري نصائح الوقاية من المرض، مثل اتباع نظام غذائي متوازن، او ممارسة الرياضة بانتظام. كذلك يواجهون صعوبة في الالتزام بالعلاج، و الحد من عوامل الخطر، مثل استهلاك الكحول والتدخين.

يمكن ان يؤدي الاكتئاب في حد ذاته الى زيادة الوزن، و ارتفاع ضغط الدم، تؤكد الدكتورة هيلين موسنييه "ان خطر الاصابة بداء السكري يتضاعف مرتين، عند وجود الاكتئاب مع توفر عوامل الخطر" لذلك من الضروري ايجاد نهج علاجي على المستوى العالمي.

تقبل داء السكري: حداد بكل المعاني

العمل على تقبل المريض لاصابته بالمرض و القيود العلاجية التي يواجهها، كالعمل على الحداد بمختلف مراحله، فالمريض في البداية يدخل حالة من الصدمة و الانكار(عدم القدرة على الاستيعاب)، تلي ذلك مرحلة التمرد، و التي يجب على المريض ان يحاول التعامل معها نفسيا بتقليل القيود العلاجية الى الوقت الذي تستغرقه فقط.

يمر هذا القبول في الاغلب بمرحلة اكتئاب مؤقتة يستوعب فيها المريض اصابته بالمرض لكنه يامل في التخلص منه، و مع ذلك، يعجز بعض المرضى عن تجاوز هذه المرحلة، و لا يتمكنون من تقبل حالتهم الصحية المتدهورة، لينتقلوا الى نوع من المشاعر الكئيبة المريرة فتجدهم يكررون عبارات متشائمة ، و غالبا ما يؤكدون باستياء "داء السكري افسد حياتي!".

وعلى العكس، خوفا من فقدان هويتهم و ربطهم بالمرض، يختار بعض المرضى انكار حالتهم الصحية، او اخفائها على الاقل، فيحاولون قدر الامكان تجنب الوصول الى مرحلة فقدان الوعي، لكنهم لا يهتمون مطلقا بمعدلات السكر المرتفعة في دمهم، و يعرضون انفسهم لخطر حدوث مضاعفات خطيرة بعد 15 الى 20 عاما!!!

 من الواضح ان التغلب على هذه المخاوف يعتمد بشكل اساسي على شجاعة المرضى و قدرتهم على المواجهة، ولكن ايضا على ثقتهم بانفسهم،  باصدقائهم، و بافراد العائلة ايضا.

التغلب على الاكتئاب :

تكلم عنه، تحدث مع اقربائك و افراد عائلتك، المرض ليس عيبا، و الاكتئاب ليس حتميا، يمكن ان تحصل بسهولة على المساعدة اللازمة للخروج منه.

ناقش الامر مع طبيبك، الذي قد يحيلك الى طبيب نفسي، اذا استلزم الامر، او قد يصف لك ادوية مضادة للاكتئاب، حسب طبيعة اعراضك.

اخيرا، اعلم انك لست الوحيد الذي تعاني من داء السكري، حاول الانخراط في جمعيات محلية للتحدث مع مرضى السكري الاخرين و مشاركة تجاربك الحياتية معهم. 














داء السكري و علاقته بالاكتئاب
الدكتور مكي هيثم

تعليقات

google-playkhamsatmostaqltradent